حذر استشاري نفسي الأطفال والمراهقين بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة الدكتور عاطف سيد حامد قناوي الأسر من الإهمال والإساءة للأطفال ومناداتهم بألفاظ وأسماء غير محببة قد تؤثر سلباً على الحالة النفسية للطفل. وأوضح الدكتور عاطف أن الإهمال اقترن بالإساءة ويعني به عدم إشباع احتياجات الطفل الجسمية والنفسية والروحية من قبل من يقدم له الرعاية كالوالدين أو من يقوم مقامهم كالمعلمين وغيرهم. أما الإساءة فأشار قناوي أنها تنقسم إلى جسدية من ضرب وتعذيب وحرمان للطفل من الطعام أو الشراب وتحميله ما لا يطيق من عمل، وأخرى معنوية نتيجة إيذاء مشاعر الطفل عن طريق السب أو الشتم. وأكد الدكتور قناوي على خطورة تأثير بعض عبارات السب التي يستخدمها بعض الآباء والأمهات، خاصةً تلك التي تحمل أسماء بعض الحيوانات على الحالة النفسية للأبناء كعبارة "ثور" التي تمنح الطفل تصوراً بأنه يتصف بالغباء وتكرارها. الأمر الذي يورثه تصديقاً لذلك مما يجعله متردداً ومرتبكاً دائماً في إشغال فكرة فيما يوكل إلية من عمل حتى في الدراسة، إضافة إلى ذلك تدني مفهوم الذات لديه، مما ينعكس سلباً على حالته النفسية، وظهور علامات الخوف الاجتماعي والقلق والاكتئاب عليه. وعدد الدكتور قناوي عددا من الأسماء الشائعة والتي ينادى بها الطفل من ضمنها "كلب، قرد، حمار" وقد يتداعى إلى ذهن الطفل من ذلك -بحسب قوله- إنه عقور أو مسعور أو نبّاح إشارة إلى الأذى والإزعاج، وغيرها من الأوصاف التي يتصف بها الحيوان المذكور. وقدم استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين وصفة لكيفية التعامل الجيد مع نفسيات الأطفال، مذكراً الأسر أن المؤمن ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء، وما يتداعى إلى أذهان الأبناء من مشاعر سلبية تجاه أنفسهم وأسرهم، ونصح الأهل بتعويد ألسنتهم على عبارات بديلة تقال عندما يخطئ الطفل مثل " يا ابني وأخي وأستاذ وبطل ويا أبا فلان"، وغيرها من العبارات اللطيفة، ثم يتبعها بالمقصود من التوجيه، إضافة إلى الدعاء لهم بالصلاح عند توجيههم، فذلك كما أشار خير معين على تربية الأبناء وإن قلت المهارات في فنونها. وطالب الدكتور قناوي بتذكر منهج النبي صلى الله عليه وسلم في ندائه للأطفال كقوله لطفل وهو يداعبه: يا أبا عمير ماذا فعل النغير، وتأخره في السجود حتى ينزل من على كتفيه لأحد سبطاة الحسن والحسين، وذرفه دمعته وقوله علية الصلاة عند موت ابنه إبراهيم "إن العين لتدمع والقلب ليحزن وما نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون " وأشار إلى بعض الصور الجميلة للحيوانات في ديننا الحنيف، وأن الحيوانات ليست كلها متعوذ منها. بل هناك ما هو موصوف بالخير، وسميت سور من القران الكريم بأسمائها كالنحل والنمل والبقرة والعنكبوت والفيل، ولها أيضاً مواقف عديدة في سير الأنبياء.