بسم الله الرحمن الرحيم
أبو صهيب (فلسطين)الضفة الغربية
لِسانُ المَرْءِ شهدٌ تشتهيه = وإمّا حنظلٌ لا حُلـْوَ فيهِ
وَمَنْ مَلـَكَ اللسانَ فذاك غـُنـْمٌ = وليس الغنمُ مالاً تـَقـْتـَنيهِ
الا فالغـُنْمُ اخلاقٌ ودينٌ = وتقوى اللهِ ثوبٌ تكتسيهِ
فـَنَقـِّبْ وانتخبْ خِلاًّ صَدوقاً = فـَذ َوْقُ المرءِ فيما يَنـْتقيهِ
اذا نطقَ الكريمُ تـَشُمُّ مِسْكاً = وَأنـْتـَنُ ناطقٍ مِنْ خُبْثِ فيهِ
غزا داءُ الاشاعةِ كلَّ بَيْتٍ = وَظـَنَّ المرءُ حتى في أخيهِ
اذا نـَمََّ اللئيمُ إليكَ يوماً = يَنـُمُّ عليك يوما بالكريهِ
كتابُ الله أوْصانا ولكن = فلسنا عاملين وسامعيهِ
اذا حمل الوشاةُ اليك سوءا = تـَبَيَّنْ لا تـُصَدِّقْ حامليهِ
وجاء عن الحبيب كفاك إثما = اذا حَدَّثـْتَ ما الواشي يَشيهِ
فمن بدأ الاشاعة او رواها = كمن باع الحرام ويشتريهِ
ومن قذف العفيفة ليس يُعْفى = وَحَدُّ القذفِ جَلـْدٌ يَصْطـَليهِ
كِرامُ الناس تحسدهم لئام = فينتقص الجهول من الفقيهِ
وينتقص المنافق من تـَقِيٍّ = وينتقص الغبي من النبيهِ
وينتقص الذليل عزيز قوم = وينتقص الظلوم من النزيهِ
وينتقص الخسيس سليم عرض=وينتقص الدنيء من الوجيهِ
فكل اشاعة لا بد تأتي = اذا حـَقـَّقـْتَ من باغ ٍسفيهِ
اذا الرُّسُلُ الخِيارُ أُشيعَ عنهم = فكيف بغيرهم هذا بديهي
وَزَوْجُ حبيبنا قد قال عنها = سَلولٌ قولَ زور ٍيَفتريهِ
أشدُّ مصائبِ الايام طـُرّاً = مُصابُ الدين أو عرض يليهِ
فمجتمع يَشيعُ الفـُحْشُ فيه = فـَطـَلـِّقـْهُ وفارق ساكنيهِ
على الباغي يعود البغي يوما = ومكر الماكرين على ذويهِ
ارى التشويه في الاسلام زورا = وانظمة العروبة تبتديهِ
ارى التشهير في العلماء قصدا = فدين الله يُغـْدَرُ من بنيهِ
وَيَخـْتـَلِقُ الطغاةُ مُسَوِّغاتٍ = لِطمس ِالحق فيما تـَدَّعيهِ
وتضليل الشعوب لكسب دَعْم ٍ= لتنصُرَها على ما ترتئيهِ
والحاق الاذى بدعاة خير = لتبقى فوق عرش تعتليهِ
وأسلوب الاشاعة من يهودٍ = سلاحٌ تـُسْقِط ُالاحرار فيهِ
أخا الاسلام لا تـَرْكـَنْ إليهمْ = أتأمَنُ لِلْعَدُوِّ وتصطفيهِ
فان الله يدفع كل سوء = ويحمي كل عبد يتقيهِ
فكل الخلق يَعْجَزُ لو تـَداعَوْا = على ايذاء من ربي يقيهِ
فهذي قصة تعطيك درسا = وذو عقل سليم يقتفيهِ
فـَتـَرْوي في زَمانٍ عـَدْلَ قاض ٍ= وكان العدل فيهم تلتقيهِ
وأما عصرنا هيهات عدل = فحكم اليوم ظلم يعتريهِ
وفي يوم نوى القاضي لحج = وَعَوَّلَ بالقضاء على اخيهِ
خَلا طـَمَعًا بزوج ِاخيه يوماً = وَشَرُّ المرء فيما يختليهِ
فـَراوَدَها الخبيث أبَتْ وقالت = تخون أخاً وعهدا لا تفيهِ
رماها بالزنى بشهود زور = وقام بـِرَجْمِها مَعَ مُجْرِميهِ
وظن الراجمون قـَضَتْ وباتت = بـِهَمٍّ طولَ ليل ٍتـَكـْتـَويهِ
فمر بقربها رجل غريبٌ = فـَحَنَّ لها بخير يبتغيهِ
وساعدها وقد برئت تماما = كذاك الله يحفظ عارفيهِ
فأكرمها الاله بـِأنْ حَباها = شِفاءَ الداءِ عن علم ٍتـَعيهِ
على جبل كـَعابـِدَةٍ أقامَتْ = تداوي الناس رَبّاً ترتجيهِ
بهذا الصدق فاعرف كل طب = وَحاذِرْ سحرهم وَمُشَعْوِذيهِ
وأخلاق الطبيب تفوق حُسْناً = لِباسَ الطِبِّ ابيضَ يَرْتديهِ
فما حُسْنٌ لثوبٍ ذي بياض ٍ= وقلبٌ ذو سوادٍ يَحْتويهِ
وَصَبَّتْ نـَقـْمَة ُالرحمن ِصَبَّاً = على الواشي وكل مُسانديهِ
أُصيبوا بالعمى والحـُكـْمُ عَدْلٌ = نـَفـَوْا حقاً وكانوا مُبْصِريهِ
وعاد الزوج بعد الحج تـَوّاً = وما علم الحقيقة من ذويهِ
واما زَوْجُهُ قد قيل ماتت = وَصَدَّقَ كلَّ هذا من أخيهِ
تألم إذ ْراى القاضي اخاه = غدا اعمى وليسوا مُسْعفيهِ
وذاعَ الصّيتُ لاِمْرَأةٍ تـُداوي = وَسِرُّ الطِبِّ حقا تـَهْـتَديهِ
فـَهَبَّ الزوجُ رافقهُ أخوهُ = وقد وصلا اليها بعد تِيهِ
فأخفتْ وجهها عمدا وقالت= كلام الصدق يُنْجي قائليهِ
فما ذنبٌ فعلتَ فقل بصدق ٍ= اذا شئتَ الشفاءَ سَتـَجْتـَنيهِ
فبانَ الحقُ والقاضي وَعاهُ = وَداوَتْ خـَصْمَها وَمُشايعيهِ
فنارُ إشاعةٍ لا بد تخبو = ونار الشر تـَحْرِقُ صانعيهِ
وَيُعْرَفُ مَنْ أشاعَ الزورَ يوماً= فـَيَنْبُذ ُهُ الجميعُ وَيَزْدَريهِ
وينكشفُ البريءُ بُعَيْدَ ظلم ٍ= فـَيَحْضُنـُهُ الْجَميعُ وَيَرْتـَضيهِ
وَعِنـْدَ اللهِ محكمة ٌبعدلٍ = سَتـَحْكـُمُ في البريءِ وَظالِميهِ